متعب للغاية

في ليلة مصيرية تغير حياته إلى الأبد، ينقذ الشاب "باسل" خمس فتيات من مصير مظلم أثناء توجهه لمدينة الرياض. لكن قدره لا يمنحه فرصة للتنفس، ففي نفس الليلة يتعرض لحادث تصادم مروع يضع حياته على المحك. الأقدار تختبره مجدداً عندما يلتقي بمنقذين غريبين يبدوان في الظاهر كحلقة إنقاذ، لكنهما يحملان في طياتهما بذور مشاكل جديدة.

في رحلة التعافي المؤلمة، يجد "باسل" نفسه عالقاً في منزل والده القاسي الذي لا يكف عن إثارة التساؤلات حول أسباب هذه القسوة العائلية. ومدرسه جديدة واصدقاء مضطربين في مدينة الرياض، تنكشف أمامه دوامة معقدة من العلاقات: إخوته غير الأشقاء الذين يحملون تجاهه مشاعر متضاربة، والأخ الشقيق لزوجة والده الذي يقدم له تعاطفاً مفاجئاً يصبح الملاذ الوحيد في هذه العائلة المفككة.

بينما يحاول "باسل" فك شيفرة ماضيه، تظل حادثة إنقاذ الفتيات نقطة تحول في حياته، حيث تدفعه المواجهة مع الشر الخارجي لاكتشاف أعماق نفسه. لكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد، فالصدفة تعيد الفتيات إلى مساره، ليُدرك الجميع أن عملية الإنقاذ كانت مجرد بداية لمعركة أكبر وأكثر تعقيداً.

الرواية تنسج خيوطاً درامية بين التشويق النفسي والصراع العائلي المرير، لتطرح أسئلة وجودية حول الهوية والغفران، وقوة الإرادة في مواجهة أعتى الظروف

بخطواتٍ واثقة وحروفٍ تنبض بالحياة، تُطلُّ الكاتبة السعودية **فضاء** على عالم الأدب بروايتها الأولى، حاملةً معها عوالمَ إنسانيةً تلامس قضايا اجتماعيةً في المجتمع السعودي بلمسةٍ لطيفةٍ وجريئة. عبر سردها الشاعري، تنسج فضاء حكاياتٍ تعكس تحديات المرأة، وصراعات الهوية، وتناقضات الواقع بين الموروث والحديث، دون أن تفقد الأملَ في التغيير.

روايتها ليست مجرد كلماتٍ تُقرأ، بل نوافذُ تُفتح على أسئلةٍ تخصُّ الإنسانَ في زمنٍ يتشكّل بسرعة. ببراعةٍ، تخلط فضاء بين التفاصيل اليومية العميقة وبين حبكةٍ مشوّقة، لتقدّم عملاً أدبياً يلامس القلب ويحفّز العقل. إنها كاتبةٌ تؤمن بأن الرواية رسالةٌ تصلح أن تكون جسراً للحوار، وفرصةً لرؤية الحياة من عيونٍ مختلفة.

مرحباً بكم في عالم **فضاء**، حيث تبدأ الكلمة رحلةَ التغيير، وحيث تُزرع بذور الأسئلة في تربةٍ خصبةٍ من الأمل.